صدمة : التونسي ماجد الكيلاني هو رابع لاعب عربي يعاقب بحضر اللعب بعد كل من المصريين كريم حسام و يوسف حسام (مدى الحياة) والمصري من أصل سوري عصام هيثم طويل (5 سنوات) …
في الحقيقة ترددنا في بادئء الأمر في كتابة هذا المقال ولكن …
اتصل بنا بعض المهتمين بالشأن الرياضي ومتابعي أخبار التنس التونسي من خلال ما ننشره عبر موقع الأفق الرياضي المختص في متابعة المشاركات ونشر النتائج التي يحققها أبطالنا الناشئين والمحترفين بالدورات الوطنية والدولية …
وذلك للإستفسار عن الموقف السلبي ، الذي اتخذته الهياكل الرياضية التونسية لا سيما جامعة التنس ، في شأن بطل توقفت مسيرته بشكل تعسفي مثير للحيرة والتساؤل ، والوقوف مكتوفي الأيدي إثر صدور الحكم عليه ، وهو أحد محترفي رياضة التنس البارزين ، بالتجميد طيلة 7 سنوات بعدما قررت لجنة مكافحة الفساد صلب الاتحاد الدولي للتنس يوم الجمعة الفارط وبتاريخ 26 جوان 2020 إيقاف اللاعب التونسي ماجد الكيلاني لمدة 7 سنوات وبعد عقد الجلسة عن طريق الفيديو « بسبب تلاعبه بنتائج مقابلات » حيث أعلنت الهيئة الدولية أنه « بعد الاطلاع على المعطيات ثبت تورط الكيلاني في التلاعب بنتائج إحدى البطولات التي أقيمت بمصر في أوت سنة 2016 » .
وأوضح البيان أن ماجد الكيلاني (23 عاما) لم يكن متجاوبا مع الهيئة التي قالت : « تم منع اللاعب التونسي من احتراف التنس لمدة 7 سنوات وتغريمه 7000 دولار .. وكذلك يُمنع من حضور أي حدث تنظمه رابطة محترفي التنس ».

علما وأن الكيلاني قد حقق نتائج مذهلة في آخر مشاركات دولية له بدورات الفيوتشر كان آخرها بالمنستير وهو يحتل حاليا المركز 804 عالميا في تصنيف الفردي والمركز 528 عالميا في صنف الزوجي رجال .
وقد أحرز على آخر لقب له بالزوجي صحبة مواطنه عزيز دوغاز ببطولة المنستير الدولية للتنس البالغة قيمة مجموع جوائزها المالية 15 ألف دولار أمريكي والمندرجة ضمن سلسلة الفيوتشر المقامة ببلادنا على مدار السنة (قبل كورونا) ، جاء ذلك على حساب الصيني لنغ باك يونغ و الأوكراني مارات ديفياتياروف بعد اللجوء لشوط كسر التعادل “سوبر تاي بريك” الذي رجّح كفّة ممثّلي رايتنا الوطنية بواقع 10-7 .

في سياق متصل نذكّر أن ماجد الكيلاني (مواليد 1997) فاز على اليوناني ستيفانوس تسيتسيباس (مواليد 1998) في بطولات الناشئين سنة 2014 بالحمامات بتونس مع العلم أن هذا الأخير أصبح يحتل الآن التوب 10 (المركز العالمي السادس تحديدا) .
فما سبب فشل مجموعة من اللاعبين العرب في الانتقال من مرحلة الناشئين الى مرحلة المحترفين في ظروف طيبة ومريحة ودون مضايقات و ضغوطات بخلاف غياب الدعم ؟
وهل هم فعلا مستهدفون من الإتحاد الدولي ؟
فما سبب فشل مجموعة من اللاعبين العرب في الانتقال من مرحلة الناشئين الى مرحلة المحترفين في ظروف طيبة ومريحة ودون مضايقات و ضغوطات بخلاف غياب الدعم ؟
وهل هم فعلا مستهدفون من الإتحاد الدولي ؟
هذا وكان الأفق الرياضي قد اتصل بماجد الكيلاني للاستفسار عن الموضوع يوم صدور الحكم وتلقيه الخبر الذي نزل علينا نزول الصاعقة إذ إن مستقبلا واعدا كان ينتظر الكيلاني في عالم كرة المضرب وكان فعلا من اللاعبين الموهوبين وهو يتمتع باخلاق عالية لا يجادل فيها أحد ومشهود له بحسن السيرة والاحترام من قِبل الجميع وقد تفاجأنا بأنه على علم بالموضوع منذ زاره عضوان من اللجنة المذكورة أعلاه من أجل أخذ أقواله وكان ذلك خلال شهر ديسمبر المنقضي أي أواخر عام 2019

فقال الكيلاني تعقيبا على هذا القرار الجائر : لم أكن أتصور أن الموضوع خطير وجاد إلى درجة حرماني من متابعة مشواري الإحترافي لمدة 7 سنوات وأنا في أوج عطائي ولا أستحق هذا العقاب أولا لأن الموضوع مر عليه 4 سنوات ولأنني كنت حينها أتجاهل العديد من القوانين حتى أنني كنت بتونس العاصمة عندما اتصلا بي عضوي لجنة مكافحة الفساد صلب الاتحاد الدولي للتنس وأعلماني أنهما في انتظاري في مدينة المنستير بالنزل الذي تدور به دورات المستقبل ، فالتحقت بهما في الإبان ولم أسطحب معي محامي رغم أن أبي يشغل هذه المهنة ، نظرا لاستصغاري للموضوع الذي احتقرته صراحة وظننته تافها لقلة خبرتي في المسائل القانونية وصغر سني يوم ارتكبت ذلك الخطأ العفوي بدورة مصر الدولية سنة 2016 وكان عمري آن ذاك 19 سنة فقط ، وأجبت على أسئلتهما بكل ثقة في النفس لأنني شاركت زملائي في فكرة تفويتي مجموعة بالمقابلة التي خضتها يومها وطبّقت ذلك لصالح الخصم المصري كعربون شكر وامتنان لحسن الضيافة ليس إلا خاصة وأن تلك الدورة كانت الأخيرة لي بمصر في شهر أوت 2016 قبل عودتي إلى الولايات الأمريكية المتحدة للانطلاق بسنة جامعية جديدة هناك أين أتابع دراستي العليا ولم أكن أدري أن ذلك ضد لوائح وقوانين الاتحاد الدولي للرياضة التي أمارسها . وأنا اليوم في حيرة من أمري وأمر وعائلتي بصدمة كبيرة فلو كنت أعلم بما ستؤول إليه المسألة لما اقترفت تلك الهفوة ولرافقتني ترسانة من المحامين للدفاع عني بعدما اقترفت الخطأ عن غير قصد ونية الوقوع في المحظور .
سلمى المولهي متى سنستفيد من عضويتها بالإتحاد الدولي ؟

من جهة أخرى يتساءل العديد ممن علموا بالأمر عن موقف سلمى المولهي رئيسة الجامعة التونسية للتنس تجاه هذه العقوبة التأديبية بصفتها عضو الهيئة الدولية للتنس وهي التي كانت على علم بالأمر منذ عدة اشهر … لماذا لم تطالب بتخفيف العقوبة أو إستئناف الحكم ؟ هل صفة المسؤول تحضر عند التتويجات فتجده من منبر إعلامي إلى آخر وتغيب أمام أول مشكل يتعرض له الرياضي ؟ وماذا ستستفيد الكرة الصفراء الصغيرة التونسية ونخبتها من وجود المولهي صلب الـ “ITF” مادامت لم تتدخل في فضّ أول مشكل صادفنا يهم أحد المرشحين لأخذ المشعل عن الأسطورة مالك الجزيري إلى جانب اسكندر المنصوري وعزيز دوغاز ومعز الشرقي ؟!!
سلمى المولهي مميزة وذكية وتتمتع بشخصية جذابة عرفت كيف تشق طريقها بثبات وتنتزع المناصب داخل وخارج تونس على الصعيدين الأفريقي والعالمي أيضا وقد ساعدها في بادئ الأمر رئيس اللجة الأولمبية الحالي محرز بوصيان الذي آمن بقدراتها والكاريزما التي تتحلى بها ثم واصل معها المشوار طارق الشريف رئيس الكنفدرالية الإفريقية للتنس الذي مهّد لها الطريق للوصول إلى الإتحاد الدولي وهذا من حسن حظها وهو انجاز مستحق عن جدارة لا شك في ذلك وفخر للمرأة التونسية التي بلغت القمة وفرضت نفسها في كل المجالات …
وإننا نبارك ما بلغته ونشجعها على مزيد تسلق سلم المجد وكنا أكثر الناس الذين ساندوها في ما مضى حتى أننا كرّمناها في مناسبتين بحفل شركة كاتاكس لسبر الآراء واخترناها أفضل مسيرة رياضية لسنتين على التوالي ولكن نلومها أحيانا وننتقدها كما ننتقد أي شخصية عامة ومسؤول أو مسيّر رياضي … كلنا نخطئ ونصيب يا د. سلمى وعليك أن تتقبلي ذلك بصدر رحب وأن تتذكري كم مدحناك وثمّنا نجاحاتك لسنوات عدّة وأنت على ذلك شاهدة !!!
وإننا نبارك ما بلغته ونشجعها على مزيد تسلق سلم المجد وكنا أكثر الناس الذين ساندوها في ما مضى حتى أننا كرّمناها في مناسبتين بحفل شركة كاتاكس لسبر الآراء واخترناها أفضل مسيرة رياضية لسنتين على التوالي ولكن نلومها أحيانا وننتقدها كما ننتقد أي شخصية عامة ومسؤول أو مسيّر رياضي … كلنا نخطئ ونصيب يا د. سلمى وعليك أن تتقبلي ذلك بصدر رحب وأن تتذكري كم مدحناك وثمّنا نجاحاتك لسنوات عدّة وأنت على ذلك شاهدة !!!
وفي الأخير رغم أن الإستئناف يتطلب مبلغا مهما من المال ، نتمنى الطعن في الحكم وإعادة النظر به من كل نواحيه ولما لا اللجوء إلى محكمة النقض لكي لا تخسر تونس لاعبا في قيمة الكيلاني . مع العلم أنه توجّه الآن إلى عالم التدريب مجبرا فلا خيار له أمام هذه العقوبة التي لا يستحقها فعلا .
اليوم يحتفل مدرب ماجد الكيلاني بذكرى ميلاده :

هيد كوتش عادل ابراهيم
أجمل التهاني وأحلى الأماني بمناسبة مرور 52 سنة على مولد المدرب الوطني عادل ابراهيم بطل التسعينات الذي رافق “مجّود” في مراحله الأخيرة المتميزة حيث كوّنا ثنائيا لامعا ولكن شاء القدر أن يفترقا بمقتضى هذا الحكم الظالم الذي سّلط على حامل آمال التونسيين في بلوغ مراتب عالمية متقدمة من بين المحترفين …
إيمان قدرية الحساني
Facebook Comments