تحصل بطل الملاكمة المحترف والتونسي الأصل ، هادي السليماني مؤخرا على الجنسية البلجيكية ، بعدما احتوته بلد الإقامة بلجيكا واحتضنته كالأم الحنون وآمنت بقدراته لعدة سنوات ووفّرت له كل الإمكانيات وسبل النجاح منذ أن تنكرت له أرض الأجداد ولم يجد ضالته فيها رغم بروزه وتشريفه لرايتها … فالتجأ لغيرها وهو يستغيث كالطير الجريح حيث كان بلده الأوروبي بلسما له وكما تمناه أن يكون “الأرض الوعد والوطن الحلم” .
هادي السليماني وفي تصريح للأفق الرياضي قال : « لن أنسى من مدّ لي يد المساعدة في يوم ما ولن أنسى أيضا من رفضني عندما التجأت إليه وقت الشدة رغم ألقابي العديدة من بينها بطل أفريقيا لثلاث مناسبات ورتبتي العالمية المشرفة وانتمائي للتّوب 10 “WBC”؛ والحمد لله بفضل عزيمتي ورضاء الله ودعاء الوالدة تمكّنت من فرض إسمي في العالم ونحته من ذهب مدى مسيرتي الإحترافية وهو ما أسال لعاب مسؤولي الرياضة في بلجيكا ففتحوا أذرعتهم لي ماديا ومعنويا واقترحوا علي اللعب لفائدة رايتهم إثر تمكيني من جنسية بلدهم وها أنا اليوم أصبحت مضطرا لتشريف العلم الذي أهداني الإستقرار والكرامة ولست نادما على ذلك فهو بمثابة ردّ للجميل لأجل حسهم الإنساني العميق … وأنا الآن أتجهّز لمنافسات قادمة على أعلى مستوى وفي ظروف مريحة وطيبة للغاية . »
وختم تصريحه : « أحب تونس رغم كل شيء ، سيبقى دمها يجري في عروقي والحنين إليها لا ينتهي ، لكن للأسف عقلية مسؤوليها ، المتمثلة في استغلال الأبطال بدون تشجيع ولا مقابل ، دمرت أحلام شبابها ، وكما قال الشافعي “إن الله خلقك حُرا .. فكن حُرا كما خلقك”. وهذا ما جعلني أقرر وضع حدّ بيني وبينهم وعدم التعامل معهم بعد اليوم إلّا إذا تغيّرت العقلية لاحقا وهذا ما أتمناه على الأقل لحماية الأجيال القادمة من الإندثار قبل البدء أو في أوج العطاء . »
إيمان قدرية الحساني