لطالما سعت رئيسة الجامعة التونسية سلمى المولهي للتكفل بتحسين البنية التحتية لملاعب تنس الحي الوطني الرياضي بالمنزه ، من ميزانية الجامعة التي فاقت 3 مليون دينار ما يترجم حجم العمل الذي تقوم به هذه الجامعة على مستوى تطوير الموارد المالية ، وذلك من أجل إمكانية استغلال الملاعب المشار إليها فيما بعد بهدف إقامة دورات دولية مهمة ذات جوائز مالية قيّمة على أرضيتها ، شبيهة بقطر المفتوحة على سبيل المثال ، واقترحت على الدولة موافقتها على ذلك ، وهي فرصة لتصبح عالية الجودة من الطراز الرفيع تستوفي المعايير العالمية المطلوبة وجاهزة لاستقطاب نجوم اللعبة المشاهير وهذا من شأنه تنشيط السياحة التونسية والترويج لصورة مشرقة لبلادنا في إطار الرقي بتونس نحو غد أفضل على جميع الأصعدة ، بما أن الرياضة منارة للسلم والسلام ومنهجا للفكر الريادي ، علما وأن تونس ثاني أفضل بلد في العالم على مستوى تنظيم دورات التنس بعد الولايات المتحدة الامريكية حيث تعودت تونس على تنظيم 112 دورة سنويا من مختلف الأصناف منها أكثر من 9 دورات لصنف الأكابر، إلا أن مطالبها قوبلت في كل مرة بالمماطلة ، فلم تجد آذانا صاغية ولا تجاوبا حتى اليوم .
ورغم أن المبادرة في غاية من الأهمية وأن مصاريف تحسين البنية التحتية المهترئة وتكاليفها الباهضة قد أعربت الجامعة التي ترأسها المولهي على التكفل بها ورغم انتهاج خطة ثانية وتواصل سعي المولهي لإيجاد حل موازي متمثل في تمكين الجامعة من قطعة أرض “حيازة على سبل الإيجار ” لبناء أكاديمية في سبيل توفير ممهدات النجاح لأبطالنا وإشعاع عناصر نخبتنا دوليا أكثر فأكثر لكن دائما لا حياة لمن تنادي رغم أن هذا المشروع يمثل تكريما لرياضة كرة المضرب التي أعطت الكثير للراية التونسية وهو يهدف لدعم القطاع الذي راهن على أبطاله ونجح في ذلك نجاحا كبيرا وقياسيا على المستوى العربي والإفريقي وحتى العالمي ، من أجل المصلحة العامة للبلاد ، حيث من شأنه أن يعود بالنفع على نشاط السياحة والاقتصاد الوطني وأن يوفر أرضية سانحة للتعريف بانجازاتنا ومكتسباتنا الرياضية على أوسع نطاق حتى ترفع من طاقتها الانتاجية وتكسب رهان المنافسة مع الخارج وتسويق سمعة طيبة التي اهتزت للأسف في فترة ما … إلى جانب التشجيع على مواصلة تألق نخبتنا داخل وخارج الديار .
لماذا ترفض الدولة أن تضع على ذمة أهل القطاع الذين يرغبون في تطوير منشآتنا الرياضية كل التسهيلات اللازمة ؟
ألا ترغب سياسة ما بعد الثورة في التنمية وتحسين الوضع الشامل للبلاد ؟ لماذا كل هذه السلبية التي أصبحت فينا ؟
عجبي من قوم يسوقونهم للجنة بالسلاسل وهم عنها رافضون !
حيرة كبيرة واستغراب بسبب هذه اللامبالاة وتساؤلات كثيرة تطرحها عائلة التنس التونسية فرغم أن وطننا يزخر بالطاقات ورغم أنه أنجب بطلين بحجم أنس جابر ومالك الجزيري وقادر أن ينجب المزيد في حجمهما ولكن العقلية الأنانية السائدة التي تتجه دائما نحو التفكير بمنطق “الماء لماشي للسدرة الزيتونة أولى به ” ، ستبقى العائق الأول والأخير الذي يعرقل تقدمنا !
إيمان قدرية الحساني
Facebook Comments