علم تونس يتقدم وفدنا ويرفعه الأسطورة العالمية أسامة الملولي يوم إفتتاح الألعاب الأولمبية القادمة والتي تفصلنا عنها بعض الأيام وهذا الطبيعي وأبسط واجب نقدمه له إعترافا له بالجميل لما أهداه للوطن وللرياضة التونسية ..
أسطورتنا (37 سنة) صاحب السجل الزاخر بالألقاب في البطولات العالمية والألعاب المتوسطية والمسابقات الافريقية و صاحب ذهبيتي بيكين 2008 سباق 1500م سباحة حرة ولندن 2012 في سباق 10 كلم في المياة الحرة وبرونزية لندن 2012 في سباق 1500م سباحة حرة .
وليكن اعتذارا من نوع آخر بأسلوب راقي ، على خلفية الجحود التي لاقاها طيلة فترة إستعداده لمنافسات الأولمبياد الأخيرة في مسيرته الإحترافية ومشاركته الأولمبية السادسة على التوالي رغم صعوبة الرهان والظروف الإستثنائية التي سبح فيها قرش قرطاج يوم الأحد الفارط بمدينة سيوتوبال البرتغالية عابرا 10 كلم بين أحضان المحيط الأطلنطي الشبه المتجمد الملقّب ببحر الظلمات حيث بلغت درجة حرارة المياه فيه 18 درجة تحت الصفر .. قاطعا بذلك المسافة في زمن قدره 2س و2دق و55ث و60 جزء بالمائة أي بفارق 48 ثانية فقط على توقيت صاحب المركز الأول البريطاني هيكتور توماس باردوي الذي قطع مسافة السباق نفسها خلال 2س و2دق و7ث و60 جزء بالمائة ، ليحتل بذلك التوب 10 والذي خوله الدخول لقائمة القلائل الذين تفتخر بلدانهم بسادس مشاركة أولمبية متتالية لهم.
نعم أيها المسؤولون يا رموز الدولة قرشنا حطم الرقم القياسي في عدد المشاركات الأولمبية عربيا وإفريقيا وهو الأكثر تتويجا في التاريخ الأولمبي ومازال في أوج عطائه وهذا ما أكده مؤخرا أمام عمالقة البحار في أعماق مياه الأطلسي رغم إعلانه قراره النهائي بوضع حد لمسيرته الرياضية إثر مشاركته القادمة في أولمبياد طوكيو الذي ستدور فعالياته من 23 جويلية إلى 8 أوت 2021.
فهل ستتفطن تونس لحجم مسؤوليتها تجاه بطل في قيمة الملولي وتمنح فخرها ما يستحقه منها فعلا بعد هذا الكم من العطاء ؟
ربما لفتة رمزية يراها البعض ، هي بمثابة البلسم لنجم عالمي في قيمته ، يدرك المعنى الحقيقي لرفع راية الوطن خارج أسورة الوطن .. في المحافل الأولمبية وأمام شاشات العالم .
إيمان قدرية الحساني

Facebook Comments