انتداب التونسية روميلا زهير بفرع أكاديمية موراتوغلو بدبي واحدة من أشهر أكاديميات التنس وأنجحها حول العالم التي أنجبت العملاق اليوناني تسيتسي باس والنجمة الأمريكية سيرينا ويليامس …
انضمت بطلة التنس التونسية السابقة والمدربة الوطنية الحالية روميلا زهير مؤخرا إلى أكاديمية موراتوغلو لكرة المضرب حديثة النشأة في دبي التي فتحت أبوابها للنخبة منذ سنة تقريبا في دبي ، وهي إمتداد لأكاديمية موراتوغلو “الأم” وإحدى فروعها خارج فرنسا علما وأن الأكاديمية الأم مقرها جنوب فرنسا ومتواجدة تحديدا بنيس ، وهي واحدة من أشهر أكاديميات التنس وأنجحها حول العالم ، والمصنّفة في مستوى عالٍ قياسا على مستويات خريجيها من لاعبي التنس المرموقين ، وقد أسسها باتريك موراتوغلو ويرأسها حاليا .
وباتريك موراتوغلو هو مدرب تنس فرنسي مشهور ، يدرب النجمة العالمية سيرينا ويليامز منذ يونيو 2012 ومحلل ومعلق تلفزيوني رياضي أيضا.
ويعتبر قبول ادماج أستاذة التربية البدنية رومايلا في هذه الأكاديمية عالية المستوى مكافأة كبرى لها ولقطاع تدريب رياضة التنس في تونس وهي شهادة أن تونس لم تنجب فقط لاعبين ممتازين في قيمة أنس جابر ومالك الجزيري ، بل أنجبت أيضا مدربين عمالقة في قيمة عصام الجلالي الذي يباشر تأطير أنس جابر فنيا في الوقت الراهن ووائل الكيلاني الذي انظم لأكاديمية جون ماكنرو بأماريكا في السنوات الأخيرة وإلى حد الساعة وروميلا زهير التي فرضت إسمها من بين كبارات العالم في اختصاصها … وتونس تزخر بأسماء كثيرة وكبيرة حقيقة في هذا الميدان فقط لم تسنح الفرصة لهم في البروز خارج أسورة الوطن وذلك ربما لقرار يعود بالأساس لهم ، لما لقوه من تشجيعات صلب نواديهم التونسية الولادة للنجوم الصاعدة بدعم من طرف الجامعة التونسية للتنس . ونتمنى لما لا وفي إطار الإحتراف أن نجد يوما من الأيام مدربا تونسيا ينشط في أكاديمية نادال بمايوركا ، مثلا ، وذلك بهدف تمرير التجربة التونسية الناجحة في كل ربوع العالم .
وحول هذا الموضوع الذي تفاعلت معه العائلة التونسية للتنس بكل إعتزاز وفخر ، قمنا بالإتصال بالمدربة الموهوبة روميلا زهير لتهنئتها أولا ثم الحديث عن مسيرتها الرياضية المكللة بالنجاح ، وهذا مادار بيننا من حوار :
– مبروك بطلتنا ، هذا إنجاز مستحق فعلا
– شكرا ، هو فعلا إضافة لمسيرتي الرياضية التي بدأتها كلاعبة تنس وطنية ثم دولية
– كيف كانت بداياتك كلاعبة ؟
– مثل كل الأبطال التونسيين تدرّجت بالعمل والإصرار على النجاح والبروز على الصعيد الوطني ثم بلغنا العالمية من خلال كأس العالم الفيد كاب الذي جمعني بأنس جابر سنة 2011 ولي مسيرة طيبة أعتز بها .
– يعني أنت من جيل أنس جابر ؟ جيل ذهبي إذا
– نعم ، أولا أنا لاعبة نادي التنس بالمنستير بالأساس ، وقد شاركت مع المنتخب الوطني في عدة دورات هامة وتوّجت معه بعدت ألقاب وأذكر أنني لعبت إلى جانب أنس جابر ببطولة العالم للفرق تحت 14 سنة وبلغنا ساعتها المرتبة الخامسة عالميا على 16 دولة وكذلك بطولة العالم للفرق تحت 16 سنة وقد ظفرنا بلقب بطولة إفريقيا تحت 18 سنة التي أقيمت بنيجيريا حيث أنني فزت صحبة أنس جابر بلقب الزوجي ولقب الفرق . وقد بلغت المرتبة 460 عالميا في ترتيب الشابات العالمي وكنت أطمح للأفضل لولا إهتمامي بدراستي الذي حال دون ذلك لأنني لم أتوجه لمعهد الرياضة للأسف آن ذاك لأجد متسعا من الوقت لأتفرغ للتدريبات .
– كيف إذا فكرت في خوض تجربة التدريب وهي تتطلب الكثير من الوقت حتى تفرضي مكانتك التي وصلت لها الآن ؟
– بعد حصولي على الباكالوريا في شعبة الرياضيات فضلت أن أتوجه للمعهد العالي للتربية البدنية بقصر سعيد لأهتم بلعبتي المفضلة التي وهبتني الكثير من السعادة والثقة في النفس ومن هناك توجهت لاختصاص التدريب وأصبحت مدربة تنس .
– الجامعة ذكرت عبر صفحتها الخاصة بالفيس بوك أنك متحصلة على الدرجة الثانية في التدريب الدولي وأنك أيضا معدة بدنية بالمنتخب الوطني للشباب ، فما هي الديبلومات التي تحصلت عليها في المجمل ؟
– صحيح أنا مدربة ومعدة بدنية وقد تحصلت على الماجستير في الإعداد البدني وقد أطّرتني الدكتورة سلمى المولهي الأستاذة الجامعية ورئيسة الجامعة التونسية للتنس في الآن نفسه وبالمناسبة أشكرها لدعمها لي خاصة ولإيلائها الإهتمام الكبير بفتيات التنس وتشجيعهن على المواصلة في عالم الكرة الصفراء كلاعبة أو مدربة أو حكمة ، المهم الإستمرارية وإثبات الذات وهذا ما أحدث تطورا ملحوظا ونقلة نوعية في عهدها ارتقت بمستوى التنس شكلا ومضمونا عموما .
– جميل جدا ، طيّب لنتحدث الآن عن انتقالك لأكاديمية موراتوغلو لكرة المضرب بدبي بعدما سمعت أنك أطرت أبطال نادي التنس بحمام سوسة في الموسم الفارط .
– نعم أطرت العديد بالنادي الذي ذكرته فهو مدرسة محترمة وعريقة وعملت بالتوازي مع المدرب مروان قلص (الذي أصبح الآن المدير الفني للنادي) وعمر العبيدي وحمزة منصور وغيرهم وكان من بين الأبطال نجليْ المدرب نبيل مليكة وقد خضت التجربة لسنوات صلب النادي الذي أنتمي إليه وترعرعت فيه نادي التنس بالمنستير وهذا شرف كبير لي وقد تحصلت لاعبتي المنتمية له كذلك لينا يوسف على لقب المضارب الصغيرة سنة 2018 ومن أجل ذلك كرمتني الجامعة ومنحتني لقب أفضل مدربة مكونة في سهرة الأبطال لذلك الموسم … وعن التحاقي بأكاديمية دبي هو في الحقيقة جاء بعد عديد المطالب التي قدمتها لعدة أكاديميات بدبي بحكم إنتقالي إلى دبي بعد زواجي في مارس الفارط وقد فرحت كثيرا لقبولي ضمن الفريق الفني لأكاديمية موراتوغلو بعدما انبهروا بسيرتي الذاتية واتصلوا بي وقمت باختبار فني وذهني ونجحت في ذلك بامتياز وهي أكاديمية لا تقبل أيٍّ كان وصعب جدا الإنضمام لها .
وهل باشرت مهامك وكيف هو النسق صلبها ؟
– منذ الصائفة قمت بمعسكر على ملاعبها ، لقد تعرفت على الجميع هنا من إيداريين ومدربين ولاعبين ونظمنا يوما مفتوحا وقد أقبل العديد من اللاعبين يومها وكانت فرصة لاكتشاف مستوى اللعب لديهم وما يتميزون به ولكن بحكم درجة الحرارة المرتفعة التي تصل إلى 52 درجة مئوية نحن نعمل الآن بنسق خاص ونشاطنا يزداد إلا خلال ساعات السهرة أي بعد مغيب الشمس مع الإشارة إلى أن اللاعبين معظمهم يعودون للتدريب انطلاقا من شهر أكتوبر عندما يصبح طقس دبي معتدلا .
-هل يوجد بها أسماء كبيرة ستراهن على ألقاب عالمية ومراتب متقدمة ؟
– طبعا هناك من هم من العشر أوائل في العالم على مستوى فئة الأصاغر وهناك العديد من المعسكرات التي تحتضنها الأكاديمية ، وفي الصائفة أطّرت شخصيا لاعبة مصرية واعدة كانت تستعد لخوض الدورات الدولية للشباب وتسعى لكسب نقاط إضافية مهمة لرصيدها الدولي وهي رقية وائل زكي (14 سنة وانطلقت هذا الموسم في خوض دورات الـ “إ ت ف جونيور”.
– كم ستكون قيمة راتبك صلب أكاديمية موراتوغلو أم أن ذلك لايهم مادام المقام فاخر والشهرة ستتوسّع وأسمك سيسطع أكثر فأكثر ؟
– أكيد المهم أنني الآن أشتغل بهذه الأكاديمية التي أهدتنا العملاق اليوناني تسيتسي باس والنجمة الأمريكية سيرينا ويليامس والتي ستضيف لتجاربي الكثير وهذا هدفي بالأساس .
– كلمة أخيرة الآن
– أنصح كل الأطفال والشباب في تونس على الإقبال على تعاطي التنس فهو رياضة جميلة وآفاقها كبيرة جدا وهي لم تعد رياضة موجهة و لم تعد تستقطب البورجوازيين فقط ، حيث أصبحت شعبية في بلادنا والملاعب في كل مكان بربوع الجمهورية التونسية وهنا أشكر الجامعة التونسية للتنس التي روّجت لها وعملت على ذلك في السنوات الأخيرة .
حاورتها إيمان قدرية الحساني
Facebook Comments